"لحباقت" رمزالحب
لم تكن "الحباقت" يوما مجرد نبات عادي ،بل كانت نباتا متميزا له قيمته وأهميته ،انها تحمل أكثر من دلالة ومعنى فهي رمز للحب والعطاء
ودليل القبول والرضى.
لقد اكتسبت" الحباقت" في المجتمع السوسي قيمة كبيرة وأضحت من النباتات "المقدسة"ويعد حضورها في بعض المواقف ضروريا وأساسيا .
"فالحباقت" رمز للتعبير عن الفرح بالضيوف حيث يستقبلون بأكاليل الورود والعطور والزغاريد والحلي والمجوهرات.
قال أحد الشعراء الامازيغ :
مداك املان اخكرضان ايت الموضع
امر تاغريت اختوجوت اختوفاوت
كما أن" الحباقت" تعتبر أداة للتعبير عن الإعجاب والحب ،
فحين ترضى الفتاة عن شخص ما فهي تبادر إلى التعبير عن شعورها بواسطة ''اغيل الحباقت" الذي تقدمه لذلك الشخص.
وهذا ماجعل الفتيات يتنافسن في زرع أكبر عدد من أحواض" الحباقت" ابتداء من شهر ماي لتكون جاهزة خلال شهر يوليوز وغشت وهو وقت المواسم ''انموكارن".
ومن المناسبات التي يعتبر حضور" الحباقت" فيها ضروريا أمسية أحواش ،حيث توضع أكاليل
"الحباقت "والورود وسط دائرة أحواش ،كما قد يقوم أحد أهل الدوار بتوزيعها على الراقصين للتعبير عن الفرح والرضى والبهجة .
ومن المناسبات التي تشهد حضور" الحباقت" كذلك "الكور نرما نسيدي علي بناصر" حيث تكون عبارة عن صدقات تقدمها الفتيات رجاء الدعاء والبركة .
فتعرض في تدلالت ويتنافس الشباب على اقتنائها للتعبير عن الإعجاب بصاحبتها .
وأخيرا تكون "الحباقت" كذلك في "تكورت" نتسليت ،وهو ما تضعه العروس فوق رأسها عند الخروج من بيتها ليلة زفافها .
ومن الاستعمالات الحديثة للحباقت استعمالها في المطبخ لتنسيم الأطباق وتحسين مذاقها.
وعلى العموم فان" الحباقت" أضحت من رموز الثقافة الامازيغية وجزء لا يتجزأ من عاداتها وتقاليدها التي يجب المحافظة عليها.
بقلم ذ.ابراهيم صريح